اتهامات أحزاب سياسية في إسبانيا للمغرب بالتجسس تنتقل من "بيغاسوس" إلى عمود للاتصالات قرب مليلية

 اتهامات أحزاب سياسية في إسبانيا للمغرب بالتجسس تنتقل من "بيغاسوس" إلى عمود للاتصالات قرب مليلية
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 19 أبريل 2024 - 9:00

بالرغم من أن التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، نفى وجود أي أعمال تجسس من طرف المملكة المغربية على إسبانيا، إلاّ أن بعض الأطراف السياسية لازتات تُحاول ادراج اسم المغرب في مجال التجسس بأي "شبهة" كانت.

وأعلن في هذا السياق، حزب "فوكس" الإسباني المنتمي لليمين المتطرف، عبر موقعه الرسمي، أنه سيتقدم لدى الحكومة الإسبانية، عبر البرلمان، بطلب استفسارات حول تثبيب المغرب لعمود للاتصالات عبارة عن لاقط هوائي بالقرب من حدود مليلية المحتلة.

وقال الحزب المذكور، بناء على ما وصفه بـ"مصادر استخباراتية"، أن هذا اللاقط الهوائي الذي نصبه المغرب على مقربة من المعبر الحدودي لمليلية، قد يتم استخدامه من طرف الرباط للتجسس على وسائل اتصال الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسبانية المتواجدة في مدينة مليلية.

وجاء هذا من حزب "فوكس"، بعدما نشرت صحفة "الإسبانيول" منذ أيام، تقريرا أكدت من خلاله اقدام القوات المغربية على تثبيت لاقط هوائي كبير وأجهزة اتصال على بُعد أمتار من حدود مليلية المحتلة، يثير التوجس من إمكانية قيام المغرب بالتحكم في الاتصالات بالمدينة والاطلاع على محتوياتها عبر التجسس عليها.

وقالت ذات الصحيفة نقلا عن مصدر وصفته بـ"الاسخباراتي"، فإن تثبيت المغرب للاقط هوائي خاص بالاتصالات قرب حدود مليلية في العاشر من مارس الماضي، قد يكون بهدف السيطرة على الاتصالات في مليلية ورصد المكالمات التي تُجرى بين الأجهزة الأمنية في المدينة.

ولمحت الصحيفة الإسبانية إلى وجود شكوك التجسس بشأن هذه الخطوة التي أقدم عليها المغرب، بالرغم من أنه لا توجد أي معطيات رسمية بشأن هذا الأمر، كما لم يصدر عن إسبانيا أو المغرب أي تعليق حول هذه القضية، مما قد يكون تثبيت لاقط هوائي على مقربة من مليلية يدخل في إطار تحسين بينة الاتصالات الخاصة بالمناطق المغربية المجاورة للمدينة.

وتأتي هذه التلميحات بالرغم من صدورتقرير للوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس تؤكد فيه عدم رصد أي محاولات تجسس من طرف المملكة المغربية على إسبانيا خلال سنة 2023، وبالتالي برّأ هذا التقرير اسم المغرب من الاتهامات الكثيرة التي كانت قد وجهتها أحزاب سياسية إسبانية ووسائل إعلام للرباط، مدعية أنها تقف وراء التجسس على مسؤولين إسبان ببرنامج التجسس "بيغاسوس".

وكانت العديد من الصحف الإسبانية، ومن بينها "الإسبانيول" قد وجهت اتهامات "بدون أدلة" للمغرب، بكونه يقف وراء أعمال التجسس ضد إسبانيا، وقد شكلت نتائج تقرير الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، "مفاجأة" للعديد من الأوساط الإسبانية، السياسية والإعلامية، التي كانت تخوض في هذه الاتهامات على نطاق واسع بدون تقديم أي اثباتات.

ولزيادة "التوجس" حول تثبيت المغرب للاقط هوائي خاص بالاتصالات بالقرب من مليلية، ربطت الصحيفة الإسبانية المذكورة، تزامن ذلك مع إجراء القوات المغربية لمناورات بحرية بالقرب من جزر الكناري، معتبرة أن هذه الخطوة تُشكل تهديدا لإسبانيا، بالرغم من عدم وجود أي ترابط أو علاقة بين ما يجري بحدود مليلية مع ما يجري بحدود جزر الكناري.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا على المستوى الرسمي، تسير على نهج مستقر، بعد اتفاق البلدين على خارطة طريق جديدة في العلاقات الثنائية بين الطرفين، وقد كان من الأسس التي الاتفاق عليها هو التنسيق المشترك في القضايا التي تهم البلدين، وعدم اتخاذ أي خطوات قد تضر بمصالح الطرفين أو تسيء لأحدهما.

كوكب الجزائر

كثيرة هي الأمور التي يمكن استنتاجها من "معركة القميص" بين المغرب والجزائر، والتي هي في الحقيقة صدام بين فريق لكرة القدم يمثل مدينة مغربية صغيرة غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ...